كتاب الفلاح

الدكتور محمد المعموري يكتب: المجتمع يعرف دور «الفلاح»

الدكتور محمد المعموري نبات الجاتروفا

 

 

نعم لازال الفلاح في مجتمعنا العربي هو الرجل المعطاء الذي يجب أن لا يذكر في ديوان المجتمع المثقف ولازالت صورته توحي بأن بيته من طين وأنه مربي للحيوانات التي تحيط بداره،

 

وأنه لا ثقافة لديه سوى الجلوس صباحا ليمسك الفأس ويغادر أرضه مساء ليسند جسده المتهالك من مشقة يومه على سرير متواضع في غرقة أكل عليها الزمن وتعاقبت عليها السنين.

 

هكذا نرى الفلاح، ومنهم (بعض) المثقفين ممن تركوا المهنة الشريفة (الفلاحة)،

 

لكي ينضم إلى ركب تناسي فضل الفلاح الذي ينبع من الأرض ليعود إليها،

 

بينما أصبح الفلاح في هذا زمان يتمشى مع حداثة العصر ويسعى لاكتساب سبل التحضر مع المحافظة على أساسيات تقاليده،

 

وكذلك هو من يسعى أكثر من غيره لامتلاك ناصية العلم وتوظيفها في عمله،

 

خاصة بعد أن دخلت “الميكنة” في الكثير من تفاصيل حياة الفلاح.. “ولازلنا نراه حاملا بيده السمراء معوله”.

 

العلم والإبداع

 

والذي دفعني إلى أن أكتب هذا المقال هو ألمي “وخيبت” ظني بمجتمع لازال لا يعرف على أي أرض يقف،

 

ولا يعلم أن المجتمعات المتحضرة قد تسابقت لتمتلك ناصية العلم والإبداع وأن الأفق انفتح لكل مجتهد،

 

فاصبح الناس يتسابقون بإبداعاتهم لا بعناوين (البيه و الباشا والأستاذ والبش مهندس).

 

أصبح الآن العالم يريد أن يلحق عجلة العلم والإبداع كل من موقعه، وخيبة الأمل هذه التي أريد أن أحدثكم عنها سمعتها من إنسان قريب علي،

 

وأنا كنت أظن أن ما أقوله له سيسعده ، فكان ملخص الكلام أنني قلت لهذا “العزيز” أن بلدتك تفخر بكونكم فلاحين،

 

وجاء الرد الذي لم أتوقعه من شخص مثقف غادر نزعت الجهل والتخلف فقال لي بصوت غاضب كيف لا تعرف أن بلدتي ليست بلدة فلاحين وأنت تكتب بأسم الفلاحين مقالاتك.

 

انصعقت فتراجعت عن ما قلت وتركته في مكانه لأغادر هذا الحديث .

 

دور الفلاح فى بناء الاقتصاد

 

إن ما يهمني وأنا أضع قلمي بكل فخر في موقع متميز في الوطن العربي ألا هو “موقع الفلاح”،

 

أقول أن أهم ما يهمني هنا هو أن أسلط بعض الضوء على شريحة معطاة تهب للمجتمع الحياة،

 

وتساهم بشكل جدي في بناء الاقتصاد الذي هو كما نعلم نواة تقدم البلد.

 

ليس فقط دور الفلاح في المجتمع هو فقط تقديم ما جادت به الأرض من خيراتها أو ما ينتج من إنتاج حيواني لا يمكن الاستغناء عنه.

 

بل اليوم الفلاح أصبح هو من ينظر إليه العالم للنهوض في تقويم ودعم الطاقة المستدامة،

 

والتي يأمل العالم بأسره من خلالها التخلص من التلوثان البيئية التي تصاحب الصخب الذي تحدثه الماكنة الصناعية،

 

وما ينتج عنها من مخلفات تؤدي بالنهاية إلى تلوث الماء والتربة،

 

والأكثر ضررا من كل هذا ما حدث في العالم خلال السنوات الأخيرة من انحباس حراري يهدد الكرة الأرضية بأسرها،

 

ثورة صناعية جديدة

 

لذا يفكر العالم اليوم بثورة صناعية جديدة تزيح كابوس التلوثان التي فشلت الثورة الصناعية

 

والتي “بدأت قبل الحرب العالمية الأولى ناهية ببدايتها عصر التخلف والبدائية” في السيطرة على آثارها الجانبية”.

 

وعليه فإن العالم اليوم يرجع مرة أخرى كما بدأ إلى الأرض تلك المعطاة التي أعطت بسخاء لمن يسكن على ظهرها،

 

لتعود مرة أخرى إلى عالم محتاج إليها ومتشوق إلى يد تحرث حقولها وفأس تشق أخاديد على ظهرها

 

لكى توصل الماء إلى بذور تهتز لتنمو وتجلب للإنسانية الخير بإذن الله.

 

وسؤالنا الذي يجب أن نسأله لأنفسنا قبل أن نتناسى دوره في المجتمع، ماذا فعلنا وماذا قدم الفلاح؟،

 

ولست بصدد أن أفتح المقارنات في المهن إلا أنني فقط أريد أن أبين الدور الرائع الذي يطلع به الفلاح في المجتمع،

 

الفلاح وحده يشارك الطبيعة في ديمومتها، والفلاح وحده من يهب للأرض رونقها، والفلاح وحده من يستطيع أن يديم الحياة في المجتمع بفضل الله ومنته .

 

mohmus94@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Index