موقع الفلاح يكشف سر «البودریت».. سم قاتل یفتك بحیاة المواطنين والمزارعين

تحقيق: محمد عبد العزيز

يعتبر “البودريت” هو أحد أسمدة المواد العضوية التي تخرج نتيجة معالجة محطات الصرف الصحي، فتحمل فضلات المراحيض وسوائلها إلى أحواض مكشوفة تخلط فيها بشيء من التراب لامتصاص السوائل،

ويضاف إليها الجبس الناعم أو حامض الكبريتيك المخفف، وذلك لتثبيت ما بالمواد المذكورة من النشادر وتترك الرواسب لتجف، ثم تكشط وتعرض سمادًا طيني اللون ويطلق عليه مسميات أخرى مثل سماد المجاري أو قذر البالوعات،

وذلك لاحتوائه على نتروجين البول الذائب في الماء والسريع الصلاحية لتغذية النبات، وتصل سعر الحمولة 4 آلاف جنيهاً أو ما يزيد.

وقد أكدت جميع الأبحاث التي أجريت على هذا السماد إنه يتسبب في إصابة الإنسان بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي، والفشل كلوى، وأيضًا السرطان فضلاً عن أنه ينذر بهلاك التربة الزراعية.

لذا تجول موقع “الفلاح” بين الأراضي الزراعية، ليرصد لكم رأى والمواطنين من تضررهم من هذا السماد، الذي أصبح كارثة تهدد حياة المواطنين.

غالى وخطير ولكن نستخدمه

في البداية یقول الحاج عبد الله عبده “مزارع”، أننا نقوم برمي الشتلة في الأرض في شهر سبتمبر ورغم أن سماد “البودریت” أو البلطي” كما یطلق علیه أغلى إلا أننا نقوم بشرائه واستخدامه للمحاصيل فى الأراضي رغم علمنا بخطورته الشدیدة،

سواء على المواطنين أو على الزرع، ولكن نحن نواجه مشكلة كبیرة وهى ما تجعلنا نضطر لاستخدام هذا السماد الخطر والضار وهو أننا نروى أراضينا بمیاه الرشاح “الترعة الفرعية”،

وهذه الترعة یتم إسراف میاه الصرف الصحي وجميع المخلفات فیها ولا تصلح فى الأساس للاستخدام لري الأراضي ولیس هناك اى بدیل إلا باستخدام هذا السماد لمعالجة ضرر هذه المياه.

مجبرون على استخدام السماد

واستكمل حسن عبد الله “مزارع”، أن هذه المیاه التى نستخدمها للرى الأراضي وبعد صرف میاه الصرف الصحي وهى مخلفات الإنسان خلاف الأدوية والملوثات الأخرى التى تلقى فى هذه المیاه،

فقد أصبحت نسبة ملوحة هذه المیاه مرتفعة جدا جدا فنحن نقوم بإستخدام سماد البلطى مجبرين لعلاج ملوحة المیاه التى تتلف جودة الزرعة والمحصول والأرض بهذا الشكل مرتفعة جدا بسبب شدة الملوحة،

ونحن لا نسخدم هذا السماد والمقصود به ضرر الغیر فقبل أن یضر غیرنا فنحن أولى الناس الذین نتضرر منه،

ولكن الزراعة وإنتاج المحصول والمیاه جمیعهم یجبرونا على إستخدام هذا السماد بخلاف أنه لا یوجد أى بدیل قد وفرته الدولة لتمنع هذاالضرر او تجرمه على من یستخدمه.

سماد كارثة

ویقول أسامة سلمى “مزارع”، أننى لا احمل المواطن أو المزارع أو الفلاح المصرى هذه الجریمة

ولكن أحمل الحكومة التى ترفع أیدیها من حل هذه المشكلة الخطیرة،

ویعتبر إستخدام هذا السماد كارثة بكل المقاییس وجمیع الأمراض تأتى بسبب إهمال الهیئة القومیة للصرف الصحى،

حیث تعتبر هى المصدر الأساسى لهذه الكارثة،

والذى یعتبر البلطى هو ناتج عن الصرف الصحى وهو لیس صحیا

والدولة تصرف علیه ملایین الجنیهات لإعدامه أو یستخدم لأشجار للغابات ونحن لیس عندنا غابات،

ولكنه یتم بیعه فى مزاد علنى بمحطة الجبل الأصفر، ومحطة المنصورة، ومحطة السلام بالقاهرة،

ومحطة 16 بالعاشر من رمضان وعلى مسمع ومرأى للجمیع أى المسؤلین،

وتابع، الفلاح لا حول له ولا قوة یشتریه بأغلي ثمن لیزرع علیه محاصیله لماذا؟ لأنه غني بجمیع العناصر الدسمه للزراعة

ولایوجد توعیة من قبل وزارة الزراعة للفلاح لهذا المدعو المسمى البلطى،

لأنه یسبب كوارث كبیرة كالفشل الكلوى وسرطانات وغیره من الأمراض المزمنة، ویؤدى إلى إنعدام البقعة الزراعیة على المدى الطویل.

ولكنه غني بالعناصر التى تعوض الفلاح عن الأسمدة والأدویة الفاسدة من جانب الحكومة

ولابد من بتر هذه الكارثة من جذرها أى إصدار قرارا بإعدام هذا السم بمكانه وحرقه.

كما نطالب من مدیریة الرى بالإسماعیلیة أن تمنع ري الأراضى من مصرف الوادى ویتم الرى تحت إشرافها

وذلك بتركیبها مواتیر لرفع المیاه من المصرف إلى المساقى التى تروى الأراضى وهذا المصرف المیاه الموجودة به أخطر من البلطى بكثیر.

تجريم البودریت

ویشیر محمد حسن “محاسب”، أن الحكومة قامت بعمل مواتیر رفع المیاه من مصرف الوادى لإعادتها مرة أخرى لرى الأراضى دون معالجة،

مما تسبب فى ضرر كبیر للأراضى وفساد التربة وجعل محصول الفراولة الذى هو الزراعة الرئیسیة

والتى تعتمد علیها الدولة ویتم تصدیرها للخارج لإدخال العملة الصعبة للبلد،

لذلك فإن رى الأراضى بهذه المیاه یؤدى إلى تقلیل نسبة الإنتاج بنسبة 75% عن الرى من میاه النیل ولكى نعالج المیاه لابد من إستخدام معالج الملوحة.

ونسبة التسمید تزید بنسبة 50% عن الرى فى الترعة ومع ذلك فإن المحصول لا یتم عمره،

والبدیل هو إقتراحى على الدولة أن تقوم بعمل دراسة وفكرة تحلیل عینة من البودریت

وأخذ المواد النافعة فیه وأخذها فى صورة سماد یتم تسمید الأرض به أو توفیر بدیل یعطى نفس الإنتاج،

ولابد من تجریم وتحریم البلطى من منبعه إذ انه مخصص لزراعة الغابات

وإذا توفرت للفلاح سوف یقوم بوضعه فى الأرض مع توفیر میاه نظیفة سماد اخر وآمن ومدعم.

أمراض ضارة للإنسان

وقال المهندس عبد السلام السيد، مهندس زراعى، أن تشبع الأرض بأسمدة غیر معالجة وغیر مجهزة لإمتصاص بواسطة التربة،

مما یؤدى إلى وجود أمراض إنیماتودیة التى تؤدى إلى إنتشار الحشائش الضارة

والتى تؤدى إلى وجود أمراض ضارة للإنسان داخل المنتجات الزراعیة.

ویمكن التعرف علیها من خلال ملاحظة میوعة المنتجات الخاصة بالطماطم والفراولة،

وینصح بعدم إستخدام كافة أنواع السماد البلطى بدون معالجة سابقة قبل عملیة التسمید،

لأنه یؤدى إلى قتل جنین الثمار الذى ینبت فى الرض قبل نباته،

وهذا السماد الذى هو المعروف بأسم “الحمقى” هو سماد یخرج من المخلفات البشریة مباشرة ویجمع ویباع للفلاحین كسماد بلطى معالج.

يأتى هذا رغم وجود الكثیر من الأمراض والدیدان التى تسبب أضرار كبیرة على الأراضى

والتى تستخدم نوعیة هذا السماد وتعریضه لوقت كافى تحت أشعة الشمس.

محاضر للمزارعين

وقال الدكتور اسماعيل العطار، وكیل وزارة الزراعة بالإسماعلية، بأن المدیریة تقوم بعمل حصر شامل للمزارعين الذین يستخدمون سماد البودریت في الزراعة،

وذلك لخطورته على الصحة العامة وخاصة عند استخدامه في الخضروات التي تؤكل “طازجة”.

ویتركز هذا السماد فى منطقة القصاصین، وتم إعطاء أمر مباشر لمدير إدارة القصاصین بعمل حملة سريعة

وحصر شامل للمزارعین ومناطقتهم التي يستخدمون هذا السماد.

ولذلك يتم دراسة كیفیة معاقبة هؤلاء المزارعين وإتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم حفاظا للمواطنين.

كما أنه سوف یتم مخاطبة جميع الجهات المعنية بذلك، كما تم مخاطبة رؤساء الوحدات المحلیة للعمل على رفع هذا السماد لاستخدامه في النجيل بدلا استخدام المزارعین للمحاصيل  الزراعية.