محمود جاد الله يكتب: الاقتصاد يتحدث والعالم يستمع جيدا

لا شك أن الاقتصاد أصبح اللغة المشتركة بين شعوب العالم أجمع سواء المتقدم منها والنامية، لا سيما والعالم يعيش عصر المال والأعمال ومن كون الاتجاهات العالمية والدولية أصبحت في صدد الاهتمام بالاقتصاديات المحلية التي هي لا شك جزء لا ينعزل عن الاقتصاد العالمي.

الأمر الذي جعل دول العالم تتجه وبشدة نحو تحليل المشكلات الاقتصادية المتعارف عليها والتي هي ما زالت تحت ميكرسكوب العلم والتي تنتفض بشدة مع ظهور الكوارث والأزمات العالمية.

لا شك وقد ظهرت العديد من الأمراض الاقتصادية المزمنة التي يصعب علي الدول اقتلاعها إلا في حال استنزاف هذه الدول لحجم ضخم من مواردها الطبيعية والبشرية .

وقد ظهر ذلك مؤخرا مع تفشي فيرس كوفيد 19 المستجد الذي وضع خارطة جديدة أمام كثير من دول العالم وخصوصا دول العالم الأول،

كما ظهرت العديد من المشكلات الاقتصادية الجديدة التي لم يكن أمام الدول إلا التصدي لها حتي ولو علي حساب شرائح كبيرة من شعوبها ذات مستوي الدخول المنخفضة، أمثال – الركود التضخمي – الذي يعني ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات مع تراجع معدلات النمو والتوظف.

ولكن كيف ترتفع الأسعار رغم وجود ركود ؟ وهناك ثلاث أسباب رئيسية تكمن وراء هذا الأمر..

أولها، فيروس كورونا الذي ما زال يهدد اقتصاديات دول العالم.

ثانيها، محدودية الإنفاق الحكومي وبالتالي التاثير السلبي للنشاط الاقتصادي.

ثالثها، التغيرات المناخية التي شاهدها العالم مؤخرا والتي لها تأثير سلبي للغاية علي عملية الإنتاج وخصوصا الزراعي منه.

كما ساهم أيضا وجود انخفاض حاد واضطراب في سلاسل التوريد العالمية وبالتالي نقص المعروض من السلع،

وتعتبر منطقة جنوب أفريقيا والسعودية من أكثر الدول التي تأثرت بالفعل.

والوضع في مصر يشهد نوعا من الاستقرار النسبي في ظل اقتصاديات العالم ومقارنة بها ولكن بشكل نسبي،

فالعالم أجمع يعيش موجة غير مسبوقة في ارتفاع الأسعار،

حيث سجل مؤشر الفاو لأسعار الغذاء خلال سبتمبر الماضي أعلي مستوياته منذ 2011.

ولعل أهم أسباب انتشار واصطناع الأزمات والمشاكل الاقتصادية هو نقص فيتامين الإنتاج في الاقتصاد العالمي،

لأنني أري بشكل شخصي وبنظرة اقتصادية أن الإنتاج هو أداة جيدة لاقتلاع الأزمات الاقتصادية من جذورها.

معيد بكلية الاقتصاد والإدارة

جامعة ٦ أكتوبر