ماعز

أهمية تقليم أظلاف الأغنام والعناية بها

إن كفاءة قطيع الأغنام في الاستفادة من العلف وخاصة المتواجد في الحقوق والمراعي والمزارع البعيدة يتوقف وقبل كل شيء على مقدرته على السير والحركة من اجل الاستفادة من المراعي المترامية الأطراف وتستطيع الأغنام السير حوالي 18 كم يومياً أو أكثر.
وهذا المسير يتسبب باهتلاك طبيعي للأظلاف يختلف مقدار هذا الاهتلاك حسب طبيعة الأظلاف والمراعي مما يؤثر تأثيراً سلبياً عليها، وكذلك فترة الرعاية ضمن الحظيرة ، وظروف الحظيرة نفسها لها تأثير كبير على الاظلاف وسلامتها، فمنذ نشأة الحملان الصغيرة يجب العناية بأظلافها وخاص التي تبقى لفترة طويلة في الحظيرة واهم ما يضر بالاظلاف عند وجودها داخل الحظيرة هو ارتفاع نسبة الرطوبة، وعموماً وقبل 2-3 أسابيع من بدء موسم الرعي في الربيع يراقب القطيع وبشكل إفرادي، وخلال فترة الرعاية ضمن الحظيرة في فصل الشتاء يمكن للأظلاف ان تنمو بدون عائق فتتشكل نتيجة لذلك أظلاف طبيعية، وعند ارتفاع نسبة الرطوبة أو إصابتها بالأضرار الميكانيكية تصبح الجدران الجانبية للأظلاف مقوسة وتنحني مشكلة تجاويف تمتلئ بالأقذار أو بالأحجار الصغيرة، معرضة الأغنام لتعفن الأظلاف أو العرج ولمنع حالات العرج في القطيع يتم منذ البداية قص هذه الجدران الجانبية للأظلاف الخاص لتعديل زاوية الأظلاف مع الأرض ولممارسة جهد متساو على كافة القوائم الأربعة، ويقوم المربي بتهذيب الأظلاف بواسطة السكين الخاصة بحيث تكون قاعدة الظلف مستوية.
وعندما يقوم المربي بتقليم الأظلاف بشكل جيد في بداية الربيع ويراقب ويعالج كل رأس لوحده عندما لا تظهر حالات عرج مفاجئة في قطيعة إلا في حالات إفرادية حيث ينتج ذلك عن جرح الأظلاف بفعل الاحجار المدببة أو شظايا الزجاج او الأسلاك الشائكة.
مثل هذه الأغنام يجب أن تبقى في الحظيرة حتى شفائها والخطر الآخر الذي يؤدي لعرج الأغنام يكمن في استمرار الهطولات المطرية لفترة طويلة مما يجعل الأرض طرية او ذات رطوبة عالية وهذا ما يؤدي لانسداد فتحة الغدد الدهنية في الاظلاف وكذلك عند المسير على تربة متماسكة بعد الهطول فتحتفظ الشقوق بين الأظلاف ببعض الكتل الترابية الصغيرة التي تصبح قاسية عند جفافها وتؤدي إلى جرح الجلد الرقيم المتواجد بين شقي الظلف، مثل هذه الحيوانات العرجاء تنظف اظلافها من الكتل العالقة بها، وإن أصيبت بجروح جراء ذلك لا تخرج للرعي ويتم تعقيم جروحها ومن الاجراءات الوقائية لمنع إصابة الاظلاف بأضرار يتم تغطيس إجباري للأظلاف عند الدخول والخروج من وإلى الحظيرة وذلك بواسطة محلول كبريتات النحاس بمعدل 1 كغ لكل 10 ليتر ماء أو بواسطة الفورمالين وذلك بحوض خشبي في مدخل الحظيرة بارتفاع 20 سم طول 2،5م وعرض 1،5 م ويمكن أن يصب حوض اسمنتي لهذا الغرض في مدخل الحظيرة.
على المربي أن يدرك أن التقصير بمعالجة الجروح حتى الصغيرة منها يؤدي لتعريض الأغنام للإصابة بحمى الأظلاف (الحمى القلاعية) وإلى خروج الحيوانات من القطيع الإنتاجي عند الإصابة الشديدة، مهما كانت قيمة الحيوانات الوراثية عالية وانتاجيته مرتفعة.
ويعد تفعن الظلف من اهم الأمراض السارية وسريعة الانتقال والانتشار بين أفراد القطيع الواحد حيث يسبب العرج ونقص الانتاج. وتحدث الإصابات في الطبقات العميقة من قرن الظلف وتسبب الإصابة نوعاً من البكتيريا السالبة لصبغة الجرام.
ويعد ظهور العرج من أول العلامات السريرية التي تدل على الإصابة وقد تتراوح درجاته تبعاً لشدته من خفيف إلى شديد مع طرح إفرازات ذات رائحة كريهة مميزة من مكان الإصابة وبسبب طبيعة المرض السارية والسريعة، فإن العديد من الحالات قد تظهر في أن في القطيع ويرافقها فقدان في الوزن ونقص الكفاءة الانتاجية في النعاج الحلوب وقلة الإخصاب مع نقص في نمو الصوف ونوعيته.
وتعد الأغنام المصابة المصدر الرئيسي للعدوى ونقل الإصابة بين أفراد القطيع مع استمرار طرح العامل المسبب، علماً أن البكتريا المسببة لا تستطيع المقاومة خارج جسم الحيوان لفترة 4 إلى 14 يوم.
وقد أشارت العديد من المصادر إلى أن بعض الأمراض التي تظهر أعراضاً مشابهة لمرض تعفن القدم في الأغنام وهذه تشكل مشكلة كبيرة للمربين من جهة ولصحة الأظلاف من جهة اخرى، منها:
1ـ خراج القدم أو الظلف وتمتد الإصابة إلى الطبقات العميقة من الظلف يرافقها التورم الحاد وطرح خراج ذي لون أبيض مسود.
2- سمط القدم ويسمى أيضاً التهاب الجلد بين الأصابع في الأغنام، ويتميز باحمرار شديد للجلد مع عدم وجود رائحة مميزة. كما إن الإصابة لا تشمل القدم ككل، وتسبب هذه الإصابات انخفاضاً في المستوى المناعي الدفاعي للقدم مما يجعلها عرضة للإصابة بعفن القدم مستقبلاً.
وتشير العديد من المصادر إلى أن وجود العوامل المساعدة أو المحفزة التي تتعلق بالجانب البيئي والجانب الإداري وغياب عامل النظافة في الحظائر الرطبة وغير النظيفة تشجع البكتيريا على النمو داخل الظلف، وخاصة تلك الأظلاف ذات النمو المفرط والمهملة لفترة طويلة، مما يجعلها عرضة للتشققات والتصدعات وبذلك تسمح للبكتيريا باختراقها إلى الداخل.
كما أن درجات الحرارة الأعلى من 10م هي درجات محبذة لنمو وتكاثر البكتريا، وهذا الجانب له أهمية خاصة في الحظائر المغلقة في فصل الربيع وكذلك بالنسبة لحيوانات المراعي في فصل الربيع الرطب، كما أن نظام الرعاية وخاصة المكثفة في حظائر صغيرة الحجم نسبياً قد يزيد من فرصة التعرض للإصابة وانتشار المرض.
وللعلاج في الحالات الفردية نذكر:
1ـ إن أول مرحلة العلاج توجب تقليم الظلف وتعريض المنطقة المصابة إلى الهواء الطلق، فهذا يسرع عملية الشفاء (لأن العامل المسبب للإصابة لا هوائي).
2- رش المنطقة المصابة ببعض المضادات الحيوية الموضعية.
3- حقن المضادات الحيوية الجهازية قد يساعد في العلاج.
وفي الحالات الجماعية تتبع الخطوات التالية:
1ـ التقليم المناسب للأظلاف.
2- استخدام حمام القدم حيث يساعد على التخلص من البكتيريا المسببة وهو يتكون من محلول كبريتات الزنك 10% وكبريتات النحاس 10% والفورمالين 5%، ويجب الانتباه إلى ان كبريتات النحاس تتميز بالسمية وخاصة في الأغنام لذا توجد بعض المحاذير من استخدامها، كما أنها تعمل على تولين الصوف والأرجل باللون الأخضر لفترة زمنية طويلة.
ويوجد الكثير من المستحضرات التجارية المستخدمة في حمام القدم منها سلفات الزنك الذي يحتوي على 36% زنك و 17،5% كبريت.
المصدر: المرستاني، محمد ربيع موفق، وباسم مسلم اللحام (2007-2008). انتاج الاغنام (الجزء العملي)، منشورات جامعة دمشق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى