كتاب الفلاح

م صلاح معوض يكتب : في حب مهنة الفلاحة

بقلم م/صلاح معوض

تتبابن الوظائف والحرف والمهن التى يؤديها ويقوم بها أبناء أى مجتمع لتلبية إحتياجاته المختلفة من الخدمات وتوفير سبل المعيشة .
فكلّ مهنة أو وظيفة لها أهمّيتها مهما كانت تبدو أنها عمل صغير او يسير فلا يمكن الإستغناء عن قيام أصحاب تلك الوظيفة أو الحرفة أو المهنة عن القيام بآداءها، وفى الحقيقة.
فكل مهنة تؤدى فى المجتمع تمثل أهميّة كبيرة كالأعمال التى يقوم بها المهندس والفنى والمحامى والكاتب والمحاسب والسباك والنجّار والكهربائى والحدّاد وعمال المجارى وعمال النظافة وعمال الزراعة وغيرهم .
وسأستعرض واحدة من أهمّ الحرف التى يقوم عليها الأمن الغذائى لأى مجتمع وهي مهنة الزراعة (الفلاحة) والتى تشمل الفلاح والمزارع والمستثمر الزراعى ومعهم المهندس الزراعى .
وسنوضح دور الفلاح الهام جداً فى أى مجتمع فما يقوم به الفلاح من أعمال تجعله مميزا بصفات تميزه عن غيره من أصحاب الحرف والمهن الأخرى.
* فالفلاح يتحلى بالصبر الطويل كونه ينتظر فترة طويلة من الوقت من لحظة قيامة بزراعة الأرض وحتى حصاد إنتاجه من المحاصيل المختلفة والتى تتراوح فى المتوسط ٥ إلى ٦ شهور وتصل إلى بضع سنوات فى نباتات الفاكهة حتى الحصول على الثمار .
* الفلاح بطبعه نشيط فهو يستيقظ مبكراً من أجل الذهاب للحقل للأعمال المزرعية من رى وتسميد وخدمة أرض وخلافه فهو يعلم على سبيل المثال أن التبكير فى الرى يفيد النباتات بأكبر كمية ممكنة من المياه دون حدوث تبخّر للها بفعل أشعة الشمس االساخنه إذا ما تم ريّها في ساعات متأخرة فى وقت الظهيرة.
* الفلاح بطبعة منتظم فى عمله بصفة مستمرة يشاركه فى ذلك المهندس الزراعى فهو يراقب نموّ النباتات فى حقله أو مزرعته يوماً بيوم من طور البادرة ثم النمو الخضرى والزهرى والثمرى حتى الدخول فى مرحلة النضج ثم الترتيب للحصاد .
* الفلاح لديه روح المثابرة والمتابعة والمراقبة ويعاونه المهندس الزراعى فهو على سبيل المثال يتابع الطقس والحالة الجوية من حيث درجات الحرارة والرطوبة وسقوط الامطار والرياح وحدوث الصقيع ليقوم بحماية نباتاته واتخاذ التدابير الوقائية لتفادى الأضرار من تقلبات الطقس .
* يتسم الفلاح الصغير بقوته وصحته كون طبيعة عمله تقوم على الجهد العضلى كى ينجزها فى المساحات الصغيرة وإن كانت الميكنة الزراعية الحديثة سهّلت من عمله فى المساحات الكبيرة بتوفير الأدوات والمعدات الزراعية الحديثة كالجرارت والمحاريث والعزاقات ومواتير الرش والرفع وآلات الزراعة والحصاد وغيرها .
* الفلاح والمزارع يحملان مسؤوليات كثيرة ومتنوّعة يسير جنبا إلى جنب معهما المهندس الزراعى بتوفير إحتياجات يومية لازمة لأبناء مجتمعه من محاصيل الخضر والفاكهة الطازجة المختلفة.
كما يقوم بتوفير المواد الخام اللازمة للمصانع والمطاحن والمضارب ومصانع الأغذية فمثلاً يوفر القطن الزهر لمصانع الغزل والنسيج وتوفير القمح للمطاحن والأرز للمضارب والبنجر وقصب السكر لمصانع السكر وكل ذلك من خلال العناية بالأرض .
وتهيئتها للزراعة وشراء وتوفيرالبذور والتقاوى المناسبة لزراعاته وقيامه برى مزروعاته بشكل دورى وتسميدها ورشّها بالمبيدات الحشريّة والفطرية للحفاظ عليها من الآفات ولتعظيم متوسط الإنتاج للفدان .
كما أنه يقوم بعمليات الحصاد للمزروعات وجنى الثمار وتهيئتها للسوق المحلى او لتصديرها للسوق الخارجى كما أنه يقوم بتربية نوع أو أكثر من الحيوانات من الماعز والضأن والحيوانات الكبيرة (الماشية) والعناية بها للمساهمة فى توفير مصدرا للحوم .
* الفلاح له أهمية كبيرة في المجتمع فهو يقلل من نسبة البطالة بتوفير فرص عمل للعمالة الموسمية حيث يحتاج الفلّاح أو المستثمر الزراعى او المزارع إلى عدد من الأيدي العاملة الموسمية او الفنية الدائمة لتعينه على فلاحة الأرض أو قطف الثمار إذا ما كانت الأرض مساحتها كبيرة كما هو فى المزارع الكبيرة .
* إنتاج الفلاح والمستثمر المحلى من محاصيل إستراتيجية يقلل من فرص الإستيراد ويوفر من العملة الصعبة كما انه يجلب تلك العملة إلى البلد ، إذا ما كانت الزراعة فى مزارع كبيرة ومتنوعة ومتخصصة مثل البطاطس والموالح والمانجو والفراوله وغيرها من المحاصيل التصديرية .
* ويستصلح المستثمر الأراضى الزراعية ويحييها ويساهم فى الحفاظ على الاكتفاء الذاتى الغذائى بزراعته لأصناف النباتات المختلفة وهو بذلك ينمى الإقتصاد الوطنى بإعتبار حرفة الزراعة هى الداعم الأساسى للإقتصاد الوطنى
* المستثمر الزراعى يزيد الرقعة الخضراء وما يترتب عليها من فوائد صحية ونفسية وجمالية ويخلق بيئة مناسبة يعيش فيها الإنسان والحيوانات والطيور من خلال زراعة الأرض بالمحاصيل والأشجار إضافة إلى تغذية النحل التى تعتمد على أزهار النباتات التي يزرعها الفلاح فى غذاؤها فينتج لنا عسلا فيه شفاء للناس.
* والخلاصة أن مهنة الزراعة بما تضم من الفلاح والمزارع والمستثمر هى الحياة وهى الأمن الغذائى الذى يسهم بفاعلية فى إستقرار المجتمع ووحدته وتماسكه فهى مهنة الجنود المجهولين وآن الأوان لتقوم الدولة بتذليل وحل مشاكل الزراعة والفلاح ليؤدى مهنته التى لم يقصر فيها يوما واحداً أبدا وجميعنا شهود على ذلك فقد إشتكى الفلاح بحرقة ولا مجيب .

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى