كتاب الفلاح

الدكتور محمد العموري يكتب: الفلاحِ والطاقةُ المستدامةُ


أيْ القوانين اللاهية هذه التي ستعيدُ العالمُ بأسرهِ إلى ما بدأَ منهُ وأيةَ طاقةٍ ستتجددُ بوجودِ الفلاحِ والأرضِ ، وأيةَ كرامةِ تلكَ التي منحها اللهُ سبحانهُ وتعالى إلى الأرضِ ولمنْ يزرعها لتكونِ عودةِ العالمِ بعدَ كلِ التطورِ إلى النقطةِ التي بدأَ منها الإنسانُ ، فلا طاقةً تعملُ إلا بما تجودُ بهِ الطبيعةُ منْ خيراتها والتكنولوجيا ستقادُ منْ قبلُ الطبيعةِ . وهذا ما يجبُ أنْ نعدَ لهُ معَ تقدمِ هذا الزمانِ إلى المنتصفِ هذا القرنِ ليتغيرَ العالمُ مبينا قيمةَ الأرضِ ومهمةِ وأهميةِ الفلاحِ ، وسؤالنا هوَ ماذا أعددنا لبرنامجِ التنميةِ المستدامةِ أوْ ما يعرف بالطاقةِ المستدامةِ وما هيَ الطاقةُ المستدامةُ وهلْ هيئنا أنفسنا لهذا الحدثِ وهلْ أعددنا العدةُ لتكونَ الساعاتُ التي سينطلقُ فيها برنامجُ الاستدامةِ جاهزٌ وسيعلنُ على الملأِ انتهاءَ الطاقةِ القديمةِ لتبدأَ مرحلةً جديدةً تحولَ العالمُ إلى الطبيعةِ ومنْ الطبيعةِ ستنهلُ الأممَ . ولكيْ اجعل هذا الموضوعِ أكثرَ نضوجا علي أنْ أوضحَ بشكلٍ مختصرٍ معنى الطاقةِ المستدامةِ وما هوَ برنامجُ الأممِ المتحدةِ لتنميةِ الاستدامةِ وما هيَ استعدادات الامم المتحده لهُ ، وما يجبُ علينا أنْ نقومَ بهِ لنتماشى معَ واقعِ الفلاحِ من جهة ودراسة الموارد الطبيعية التي ستكون محور هذا البرنامج من جهة اخرى لكي نهيء ما يجبُ القيامُ بهِ لتجنبِ تخلفنا عنْ الركبِ الذي ستسير به بلدان العالم وما هو حجم التخطيط الذي تمَ الإعدادُ لهُ منْ قبلها؟؟…

 

برنامجُ التنميةِ الاستدامةِ هوَ برنامجٌ تنمويٌ أطلقتْ مبادرتهُ الأممَ المتحدةَ منذُ عامِ 2017 ويستمرّ إلى عامِ 2030 والذي يتضمنُ في محتواهُ إيجادَ البديلِ عنْ الطاقةِ وإنتاجِ الكهرباءِ منْ الموارد الطبيعية فقطْ ، حيثُ يستخدمُ الماءُ والهواءُ والطاقةُ الشمسيةُ والموادُ الأخرى التي تستخرجُ منْ الطبيعةِ والمتوفرةِ فيها في إنتاجها ومنْ ثمَ تجهيزها بنفسِ الطاقةِ التي نستخدمها الآنَ ( النفطُ ) ، من اهداف هذا البرنامج ايجاد السبيل لبناء مجتمع دولي صناعي صديق للبيئة وكذلك كبح استغلال انتاج الطاقه والتحكم بها من خلال انتاج النفط وتسويقه، حيثُ دأبتْ الأممُ المتحدةُ منْ خلالِ هذا البرنامجِ على دعمِ دولٍ مختارةٍ منْ قبلها لتطبيقِ هذا البرنامجِ تحتَ إشرافِ علماءَ في كافةِ المجالاتِ العلميةِ وتمَ المباشرةُ بإنشاءِ المشاريعِ التي تؤهلُ العالمَ على الاستغناءِ عنْ النفطِ في الطاقةِ والاستغناءِ عنْ استخدامِ الوقودِ في إنتاجِ الكهرباءِ . وربَ سائلٍ يسألُ هلْ العالمُ قادرٌ على الاستغناءِ عنْ النفطِ ، وكيفَ سيتمُ تحويلُ المحركاتِ والمكائنِ التي عمدَ العالمُ بأسرهِ على تطويرها وبناءِ خططهِ المستقبليةِ عليها ، فإنني أعتقدُ أنَ كلَ الذي نفكرُ فيهِ منْ تكاليفَ أوْ صعوباتٍ سيتمُ القضاء عليه تدريجيا وتجاوزهِ بزمن قياسي ربما بعقدين من الزمن.

وما علينا نحنُ العربُ أنْ نعملهُ اتجاهَ هذا الحدثِ المهمِ ، هوَ أنْ نهيئَ الكوادرُ العلميةُ التي تستطيعُ أنْ تتحركَ باتجاهِ امتلاكِ تلكَ الطاقةِ وعدمِ التخلفِ والتقاعسِ عنْ البدءِ في احتواءِ هذا البرنامجِ ، منْ خلالِ استصلاحِ الأراضي الزراعيةِ وتهيئةُ كادرٍ علميٍ استشاريٍ يشرفُ على دقة المعلوماتُ و عنْ معدل الانتاج المتوقع من خلال تحليل تلك البيانات، والاهمْ ما هوَ سينفعُ في المستقبلِ وما هيَ المنتجاتُ التي تساعدُ على تسهيلِ تطبيقِ هذا البرنامجِ التنمويِ المهمِ ، والتنسيقُ معَ الأممِ المتحدةِ بشكلٍ رسميٍ منْ خلالِ برنامجها والاتفاقُ على تبادلٍ الخبرات وتطويرها بشكلٍ يستطيعُ المختصُ العربيُ كل في مجالهِ منْ معرفةِ ما تمَ إنجازهُ وتجاوزهُ منْ عقباتٍ لا نجاحَ هذا البرنامجِ المهمِ . وعلى الدولِ العربيةِ البدءَ منْ آلانْ في إيجادِ تجمعٍ عربيٍ يحوي في طياتهِ جميعَ الأقطارِ العربيةِ لا نشاءُ مركزُ بحوثٍ ودراساتٍ يضمُ جميعُ الاختصاصاتِ العلميةِ ومنْ كافةِ الأقطارِ العربيةِ وبالتنسيقِ المبرمجِ معَ المركزِ العلميِ للبحوثِ العالميةِ وبالتماسِ معهُ ، فرصةُ العربِ آلانْ في النهوضِ والتقدمِ في هذا المجالِ كونَ الوطنُ العربيُ هوَ الأرضُ الخصبةُ لنجاحِ هذا البرنامجِ لما يحتويهُ منْ كفاءاتٍ في المواردِ البشريةِ ووفرةُ المواردِ المائيةِ وخصبةٍ الأراضي وتوفرُ الطاقةُ الشمسيةُ ووجودُ مناطقَ واسعةٍ مركزا لهبوبِ الرياحِ المعتدلةِ والرياحِ الموسميةِ ووفرتْ الثروةُ الحيوانيةُ وتنوعها ووفرةُ الثروةِ السمكيةِ . وسيكونُ لي مقالٌ مكملٌ لهذا المقالِ إنَ شاءَ اللهُ ليتمَ بإذنِ اللهِ تغطيةَ كافةِ جوانبهِ وبشكلٍ يتيحُ لنا معرفةُ المزيدِ عنْ تلكَ الطاقةِ ( المستدامةَ ) وما علينا فعلهُ.

 

مبارك علينا عودة موقع الفلاح ونامل من الاعلامي المميز والمبدع الاستاذ محمد ابوحلاوه المزيد من الابداع … والله ولي التوفيق …
yahoo.com@mohmus94

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى