كتاب الفلاح

د.لمياء النوساني تكتب: العلاقة بين إستهلاك منتجات الألبان.. وتطور السرطان

د.لمياء النوساني تكتب: العلاقة بين إستهلاك منتجات الألبان.. وتطور السرطان

 

السرطان (cancer) هو مصطلح طبّي يشمل مجموعة واسعة من الأمراض التي تتميز بنموّ غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة،

ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

أكدت جمعية أمراض السرطان في مصر أنه وصل أعداد الإصابات في مصر من السرطان إلي حوالى 166 ألف حالة سنويا في مصر

كما أنه هو قضية رئيسية للصحة العامة في أمريكا والعالم.

ترجع أمراض السرطان إما إلي عوامل وراثية أو بيئية وتعتبر العوامل البيئية هي العوامل الرئيسية في تلك الأمراض.

ويمثل النظام الغذائي أخطر وأهم هذه العوامل.

ففي الآونة الأخيرة كان هناك تشكيك في أهمية إستهلاك الألبان، كما تم ربطها بإحتمالية تأثيرها علي الأورام.

ولكن لا تزال الأدلة علي ذلك غير حاسمة ومثيرة للجدل، لذلك كان هناك العديد من التحليلات والأبحاث المجمعة والتي تحاول البحث عن العلاقة بين الألبان ومنتجاتها وحدوث السرطان.

يعتبر اللبن هو المادة الغذائية الوحيدة التي تحتوي تقريبًا على جميع المكونات الأساسية لتغذية الإنسان.

فاللبن مصدر مهم للبروتين والكالسيوم وفيتامينات المجموعة ب (ثيامين، ريبوفلافين، نياسين، فيتامين ب 6، والفولات)،

كما يوفر أيضاً فيتامين أ وفيتامين ج والمغنيسيوم وكذلك الزنك والكربوهيدرات التي توجد في صورة اللاكتوز والذى يعتبر low carcinogenicity أيضا،

كما أن ثلث دهون اللبن كامل الدسم أحادي عدم التشبع.

أيضا أن اللبن هو أحد المصادر الرئيسية لحمض اللينوليك المهم في النظام الغذائي .

ولكن قد يعتقد أن إحتواء اللبن علي العديد من مكونات مثل فيتامين د والبروتينات والكالسيوم، الأحماض الدهنية المشبعة،

والملوثات مثل المبيدات الحشرية والإستروجين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-I)

هذا وقد تكون مسئولة عن ارتباط محتمل أو ضار بين منتجات الألبان والسرطانات.

تستعرض هذه المقالة ملخص لبعض الأبحاث التي تحاول دراسه ذلك.

د.لمياء النوساني تكتب: العلاقة بين إستهلاك منتجات الألبان.. وتطور السرطان

أولاً : الأبحاث التي تدعم أهمية اللبن ومنتجاته للوقاية من السرطان:

تأثير مكونات اللبن الأصلية على الوقاية من السرطان

*سرطان القولون والمستقيم

يعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في جميع أنحاء العالم،

حيث تم تشخيص حوالي 1.2 مليون حالة جديدة في عام 2008 تمثل 9.7% من جميع أنواع السرطانات.

وأظهرت الأبحاث الآتي :

يرتبط استهلاك اللبن ومنتجاته بإنخفاض ملحوظ في سرطان القولون

حيث أكد بحث تم إجرائه في 5 دول مختلفة علي أن 4992 فردًا تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم .

كذلك وجد أن الذين تناولوا أكثر من كوب من الحليب (≥ 250 جم) / يوم انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

وهذا بنسبة 15% مقارنة بأولئك الذين استهلكوا (<70 جم) / يوم.

حيث وجد أن كمية الكالسيوم من 1200 إلى 1500 مجم / يوم ، أو مايعادل 4 حصص من منتجات الألبان في اليوم ،

يبدو أنها السبب الرئيسي في الوقاية ضد سرطان القولون .

ويرجع ذلك لإرتباط الكالسيوم مع الأحماض الصفراوية الثانوية والأحماض الدهنية المؤينة.

كما أن الكالسيوم يمكن أن يؤثر على المسارات داخل الخلايا.

ويقلل من عدد الطفرات في جين K-ras في أورام القولون والمستقيم لدى الفئران .

وأبلغت العديد من التجارب السريرية عن انخفاض تكاثر الخلايا في القولون والمستقيم مع تناول الكالسيوم ومنتجات الألبان.

كما وجد أن هناك انخفاض في نسبة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

وهذا مع تناول جبن الريكوتا بنسبه 17% وذلك عند تناول أكبر من 25 مجم / يوم.

كذلك هناك دراسة في نيوزيلندا واليابان كشفت أن الإستهلاك اليومي للبن في مرحلة الطفولة يخفض الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ،

وقد يرجع ذلك نتيجه تأثير الكالسيوم مع الحفاظ على نسبة فيتامين (د) في النظام الغذائي والتعرض المعتدل لأشعة الشمس.

كما أن هناك دراسة تمت علي النساء السويديات أظهرت أن النساء اللائي تناولن 4 حصص من منتجات الألبان عالية الدسم في اليوم

(بما في ذلك الحليب كامل الدسم والجبن، الكريم، القشدة الحامضة، وزبدة) إنخفض سرطان القولون والمستقيم لديهم

وهذا عند مقارنتهم بالنساء اللآتي تناولن أقل من 1 حصة / يوم.

كذلك وجد أن الكازين الذي يمثل ما يقرب من 80% من البروتين الموجود في ألبان الأبقار له خصائص مضادة للسرطان

وهذا عن طريق تثبيط الإنزيمات التي تنتجها بكتيريا الأمعاء والمسؤولة عن فك الاقتران المسببة للسرطان جلوكورونيدات لمواد مسرطنة.

كذلك يؤثر الكازين أيضًا علي سرطان القولون عن طريق تأثيرها على الجهاز المناعي وزيادة الخلايا الليمفاوية.

في حين أكد باحثون في أستراليا إنخفاض مستويات بؤر التشفير الشاذة،

وعلامات التسرطن في قولون الفئران التي تتغذى على بروتين مصل اللبن المركز والتي عوملت بمادة كيميائية مسرطنة.

*سرطان الثدي

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدي النساء

حيث وصل عدد الإصابات إلي 1.4 مليون إصابة في عام 2010 ولقد أظهرت الأبحاث الآتي:

أظهرت دراسات تجريبية علي الحيوانات في المختبر تأثيرات وقائية ضد CLA التسرطن في الغدة الثديية،

هذا يحتمل أن يكون عن طريق تثبيط إنزيمات cyclooxygenase-2 أو lipo-oxygenase pathway.

وأشارت الدراسات الجماعية إلى أن استهلاك الألبان قليل الدسم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي

حيث ارتبط تناول الكالسيوم عكسيا بتقليل سرطان الثدي.

وأظهرت أبحاث نتائج وجود ارتباط سلبي بين خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل وبعد انقطاع الطمث والكالسيوم.

كما وجد أن هناك انخفاض في خطر الإصابة بنسبة 50% في سرطان الثدي

وهذا قبل انقطاع الطمث بين النساء اللواتي يستهلكن 25 جم من الجبن الأبيض في اليوم مقارنة بالنساء التي تستهلك أقل من 6 جم .

وأظهرت دراسة جماعية أن النساء اللائي يستهلكن الكالسيوم بنسبة (>1250 ملغم) / يوم كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

6- تم التأكيد علي أن البروتينات والببتيدات الموجودة في اللبن هي عوامل وقائية من السرطان.

فالاكتوفيرين الموجود باللبن والمعروف أيضًا بمثبطاته يعمل كمضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة.

وهذا على الرغم من أن آليات عمل الاكتوفيرين لا تزال غير مفهومة بوضوح حتي الآن،

إلا أن هناك دلائل توضح قدرتها على التفاعل مع بعض المستقبلات،

وكذلك تعديل التعبير الجيني للخلايا .

*سرطان المبيض

يعتبر سرطان المبيض أعلى معدل وفيات بين جميع السرطانات النسائية.

1-تشير الدراسات الغذائية إلى دور لـ فيتامين د والكالسيوم في الوقاية من سرطان المبيض.

كما يحتمل أن يخفف الكالسيوم من التأثيرات الانقسامية ومضادة للخلايا للهرمون PTH.

2- كما أشارت دراسة إلى أن استهلاك الحليب قليل الدسم كان يرتبط عكسيا بخطر الإصابة بسرطان المبيض.

*سرطان المثانة

هو تاسع أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعًا في جميع أنحاء العالم

هذا ويعتبر دور النظام الغذائي والتغذية عامل أساسي في الإصابة بسرطان المثانة

لأن معظم المواد أو الأيضات الخفيفة، بما في ذلك المواد المسرطنة، تُفرز عبر المسالك البولية

ولقد أثبتت الأبحاث الآتي:

استهلاك اللبن الخالي من الدسم اللبن المخمر الذي يحتوي على نسبة قليلة من الدسم يرتبط عكسيًا مع خطر الإصابة بسرطان المثانة.

وأرجعت الأبحاث ذلك لدور اللبن الخالي الدسم والذي يعتبر الكازين فيه هو العنصر الرئيسي في مسحوق اللبن الخالي من الدسم.

كذلك أكدت أبحاث أخري أنه عند إجراء الإختبارات علي الحيوانات في المختبر،

ثبت أن الوجبات الغذائية المحتوية على شرش اللبن تقلل القولون والثدي السرطانات.

*سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا (PCa) هو السبب الرئيسي الثاني للسرطان في الذكور.

بينما كانت العوامل الوراثية تبين أنه يلعب دورًا في تطور سرطان البروستاتا الوراثي

إلا أن التأثيرات الوقائية والفوائد العلاجية لمختلف المواد الغذائية لم تظهر إلا مؤخرًا.

د.لمياء النوساني تكتب: العلاقة بين إستهلاك منتجات الألبان.. وتطور السرطان

وتشير الأدلة المعملية إلى الآتي :

أن المستويات العالية من فيتامين د ومستقبله النشط 1,25(OH)2-vitamin D تمنع تسرطن البروستاتا في المختبر

وهذا عن طريق الحد من تكاثر خلايا البروستاتا ومنع التصاق الخلايا والهجرة وتثبيط الورم خبيث.

كما أن هناك عدد من المكونات في دهن اللبن، مثل sphingolipids و CLA، حمض البيوتيريك، الأحماض الدهنية ذات السلسلة المتفرعة،

وكذلك الفيتامينات التي تذوب في الدهون أظهرت الإختبارات الحيوانية أن لها دور فعال كمضادات للسرطان.

وتشير دراسات مختلفة إلى أن بروتين اللبن، مثل الكازين وبروتينات شرش اللبن، قد تحمي من سرطان البروستاتا،

ويرجع ذلك لخصائص بروتينات شرش اللبن البقري والتي تعمل على زيادة المستويات الخلوية للجلوتاثيون،

كما أن لها دور كمضادات للأكسدة كما تعمل علي تعزيز الهرمونات والاستجابات المناعية الخلوية.

كذلك تم ثبت أن بروتينات شرش اللبن مثل لاكتاألبيومين، والجلوبيولين المناعي، لاكتوفيرين، لاكتوبروكسيديز

أظهرت نشاط مضاد للسرطان عند عمل إختبارات علي الحيوانات داخل المختبر.

**تأثير المواد المضافة للبن على الوقاية من السرطان

المركبات الوظيفية الغنية بالمواد والعناصر الغذائية

يمكن اعتبار الطعام “وظيفيًا” إذا ثبت أنه يؤثر بشكل مفيد على وظيفة مستهدفة واحدة أو أكثر في الجسم.

منتجات الألبان الوظيفية المدعمة هي منتجات ذات قيمة

يتم فيها إثراء اللبن أو أحد منتجاته بمكون كيميائي أو جرثومي ذو فائدة صحية مثبتة.

وتعتبر منتجات الألبان الغنية بالمعادن والفيتامينات من أهم منتجات الألبان المدعمة،

حيث أن نقص المعادن والفيتامينات يمثل مشكلة صحية عامة خطيرة في العديد من البلدان النامية

وغالبا ما تحدث حتى في البلدان الصناعية.

وعادة يكون النقص في المعادن والفيتامينات في واحد أو أكثر من العناصر الآتية:

الحديد، الزنك، السيلينيوم، اليود، الكالسيوم، فيتامين أ، فيتامين د، حمض الفوليك،

وعادة يتم إضافة:

1-الكالسيوم: يكتسب تدعيم الكالسيوم في الأطعمة ومنتجات الألبان المزيد

والمزيد من الاهتمام مع زيادة الوعي حول أهمية تناول كميات أكبر من الكالسيوم.

فقد ارتبط تناول الكالسيوم الكافي بانخفاض خطر ارتفاع ضغط الدم، وسرطان القولون، وحصوات الكلى، وامتصاص الرصاص.

فالنظام الغذائي الموصى به في الولايات المتحدة يعتمد علي تناول الكالسيوم بمعدل 800 و1200 ملغم / يومياَ للأطفال والكبار، على التوالي.

لذلك تحاول العديد من الأبحاث التنافس علي تدعيم جميع منتجات الألبان بالكالسيوم.

2-الحديد: نقص الحديد هو نقص غذائي شائع في جميع أنحاء العالم ومنتجات الألبان

وهي مصدر مهم للعناصر الغذائية ولكنها منخفضة في الحديد.

فالمنتجات اللبنيه التي غالبًا ما تكون مدعمة بالحديد هي جبن الشيدر، جبن الريكوتا، جبن الموزاريلا،

وكذلك الجبن الأبيض الطري والجبن القريش، وجبن الهارفاتي، والزبادي (قليل الدسم وغير خالي الدسم)، واللبن.

3-الزنك : وهو عنصرضروري لنشاط أكثر من 100 إنزيم محدد التي تشارك في المسارات الأيضية الرئيسية

وكذلك في النمو والكفاءة المناعية والوظيفة الإنجابية وتطور السلوك العصبي.

ويمكن أن تكون جبنة الشيدر المدعمة بالزنك مصدر غذائي ممتاز لتجديد مستويات الزنك.

4-فيتامين د: حيث تشير الأبحاث إلى أن تناوله لدى البالغين غير كافي .

وتشير العديد من الدراسات إلى أن إرتباط فيتامين د بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، المبيض، البروستاتا، وسرطان القولون والمستقيم .

لذلك تسعي الأبحاث لتدعيم اللبن السائل والجبن والزبادي ومشروبات الألبان المخمرة، والآيس كريم به.

5-فيتامين أ : وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهون مهم للتكاثر وللجهاز المناعي ولتنظيم الجينات وللبصر.

وتسعي الأبحاث إلي إضافته إلي اللبن قليل الدسم واللبن الخالي الدسم

وكذلك تسعي بعض الدول إلي إلزامية إضافته في المنتجات اللبنيه خالية الدسم

وهذا نظرا لفقده مع الدهن عند فرز اللبن نظراً لأنه فيتامين ذائب في الدهن.

6-حمض الفوليك : والذي يتم إضافته بنجاح في الزبادي العادي حتى الكمية الموصى بها يوميًا بمعدل 400 ميكروغرام.

7-البروبيوتك (الغير قابل للهضم) : وهى منتجات تؤثر بشكل مفيد على الصحة عن طريق نشاط بكتيريا البروبيوتيك القولونية

كذلك لا يتم هضمها في الجهاز الهضمي العلوي بل يتم هضمها في القولون.

حيث ينتج عن عملية التخمر الهضمي أحماض دهنية قصيرة السلسلة (حمض البروبيونيك والبيوتريك)،

كذلك حامض اللبنيك، وحامض الخليك، والهيدروجين، الميثان، وثاني أكسيد الكربون.

وأيضُا الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة على وجه الخصوص من المعروف أنها تعمل كمصدر للطاقة للخلايا المعوية خاصة حمض البروبيونيك.

8-الطحالب: والتي أمكن إضافتها إلى اللبن المخمر من أجل زيادة الخواص الوظيفية للبن ومنتجاته

وهذا مثل السبيرولينا وشلوريلا والطحالب الدقيقة الزرقاء والخضراء التي تحتوي على مكونات تعمل كمضادات للأكسدة، أحماض أمينية متعددة،

وكذلك بروتينات عالية الجودة وحديد وكالسيوم وأحماض دهنيه غير مشبعه والعديد من الفيتامينات مثلA، B2، B6، B9، B12، E، K

والتي لها تأثيرات مضادة للفيروسات ومضادة للالتهابات ومضادة للأورام

وتقلل من نسبة الدهون في الدم وسكر الدم ووزن الجسم و وقت شفاء الجروح.

***المركبات الوظيفية الغنية بالميكروبات

1البروبيوتيك: تحتوي منتجات البروبيوتيك على سلالة بروبيوتيك واحدة على الأقل هذه السلالة تعمل علي تحسين التوازن الميكروبي المعوي.

الأنواع الأكثر شيوعًا من البكتيريا المستخدمة في أغذية الألبان التي تحتوي على البروبيوتيك هي L. acidophilus, L. johnsonii, L. gasseri, L. crispatus, L. casei, L. paracasei, L. rhamnosus,

L. reuteri, L. plantarum, Bifidobacterium lactis, B. bifidum, B. infantis, B. breve, B. animalis, and B. adolescentis.

كما أن هناك العديد من الدراسات التي تدعم الدور الوقائي للبروبيوتيك ضد السرطان.

كما أن البروبيوتيك قد يمنع نمو البكتيريا التي تحول المركبات المسببة للسرطان إلى مواد مسرطنة

وبالتالي تقلل كمية المواد المسرطنة في الأمعاء، مما يقلل من إنزيمات بيتا جلوكورونيداز وبيتا جلوكوزيداز أو عن طريق تعزيز الجهاز المناعي .

وهناك أبحاث تؤكد أن بكتيريا حمض الاكتيك تؤدي إلى زيادة نشاط إنزيمات مضادات الأكسدة

أو تعديل الإجهاد التأكسدي في الدورة الدموية الذي يحمي الخلايا ضد الأضرار الناجمة عن المواد المسرطنة.

المركبات الناتجة عن التخمير: تخمير اللبن يمكن أن يكون له آثار وقائية على السرطان بسبب الخلايا البكتيرية الموجوده في البادئ ونواتجها.

ويتم تعزيز الأدوار الإيجابية للبادئات بشكل كبير عندما يتم استخدام البروبيوتيك.

كما تؤدي عملية التخمير إلى تقليل محتوى اللاكتوز في اللبن وزيادة حمض اللاكتيك. وتكون ببتيدات نشطة بيولوجيًا من بروتينات اللبن

وهذا من خلال التحلل البروتيني الميكروبي والتي تعمل علي خفض ضغط الدم وكمضاد للأكسدة ومضاد للسرطان،

حيث تشير الأبحاث إلي أن الببتيدات المشتقة من الكازين المعزولة من التخمر الميكروبي للبن تمنع سرطان القولون عن طريق تغيير الخلايا.

ثانياً: الأبحاث التي تدعم التأثير السئ للبن ومنتجاته علي السرطان:

* تأثير مكونات اللبن الأصلية على تحريض السرطان

*سرطان البروستاتا

أشارت بعض الأبحاث إلي أن الإفراط في استهلاك اللبن ومنتجاته تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

هذا حيث إفترض الباحثون أن تناول كميات كبيرة من الكالسيوم يثبط النسخة المخادعة من فيتامين 25(OH) vitamin D

وهذا إلي 1,25(OH)2vitamin D الذي يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم.

كذلك يحتوي اللبن على كميات كبيرة من هرمون الاستروجين بسبب حقيقة أنه يتم إنتاج اللبن التجاري بشكل رئيسي من قبل الأبقار الحوامل في البلدان المتقدمة.

لأن 17β-estradiol هرمون الاستروجين، هو مادة مسرطنة.

لا ينبغي تجاهل دهون الحليب كعامل خطر للإصابة بسرطان البروستاتا.

*سرطان المبيض

أظهرت نتائج بحث تم إجراءه في السويد وجود علاقة بين خطر الإصابة بسرطان المبيض وكمية اللبن المستهلك.

حيث تم افتراض أن منتجات الألبان ومكوناتها (اللاكتوز) ربما تعزز تسرطن المبيض.

هذه الدراسة أظهر ارتفاعًا متواضعًا في خطر الإصابة بسرطان المبيض بسبب اللاكتوز عند تناول ما يعادل 3 حصص أو أكثر من الحليب يومياً.

*سرطان الثدي

الفرضيات التي تشير إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبط باستهلاك الألبان تشمل ما يلي:

قد يعكس الاستهلاك المرتفع لمنتجات الألبان إجماليًا تناول كميات كبيرة من الدهون الغذائية، وخاصة الدهون المشبعة،

والتي بدورها، ارتبطت بخطر الإصابة بسرطان الثدي.

ويعتقد أن الاستهلاك يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

وهذا عن طريق زيادة تركيزات هرمون الاستروجين المنتشرة والأدلة التي تثبت ذلك ضعيفة.

كذلك وجود الكلورينات العضوية الموجوده في منتجات الألبان تزيد من سرطان الثدي.

هذا قد يحتوي الحليب على عوامل النمو مثل IGF-I، والتي ثبت أنه يعزز نمو خلايا سرطان الثدي.

*سرطان المثانة

إن استهلاك اللبن الكامل الدسم يرتبط بشكل إيجابي بمخاطر سرطان المثانة.

وقد إعتمد هذا البحث علي دور الدهون في زياده خطر الاصابة بالسرطان،

ولكن حتى الآن لم يتم تحديد العلاقة بين تناول اللبن أو منتجاته وخطر الإصابة بسرطان المثانة.

تأثير المركبات المضافة للبن ومنتجاته على السرطان

**ملوثات الألبان

المبيدات حشرية قد يكون لبقايا المبيدات الحشرية في اللبن عدد من المصادر المحتملة، بما في ذلك البيئة (الماء والتربة والهواء)،

كذلك تلوث الأعلاف الحيوانية أو بيئة المعيشية المباشرة حيث يتم الرش لحمايتهم من نواقل الأمراض مثل العث والقراد والحشرات.

وأيضا وإستهلاك هذه المركبات قد يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي.

وضعت معظم البلدان المتقدمة مستويات قصوى لبقايا المبيدات في اللبن ومنتجاته.

الأدوية البيطرية توصف الأدوية المضادة للميكروبات لعلاج الالتهابات البكتيرية أو إستخدامها وقائيا

وهذا لمنع إنتشارها أو لزيادة النمو والإنتاج في الحيوانات.

جميع الأدوية المضادة للميكروبات تصل للبن والتي تزيد من سرطان الثدي.

الميلامين هو جزيء يحتوي على نسبة عالية من النيتروجين، يتم إضافته – بشكل غير قانوني – إلى اللبن المخفف

وهذا لإعطاء قراءة عالية كاذبة لمحتوى البروتين في القياس القياسي وهى تؤثر علي الكلى والمسالك البولية.

السموم الفطرية يمكن أن يكون تلوث الألبان بالسموم الفطرية

وهذا عن طريق الأعلاف الموبوءة بالفطريات (المتعفنة) التي تستهلكها حيوانات الألبان.

والأفلاتوكسينات سامة ومسرطنة للإنسان والحيوان ولا يتم تدميرها بالمعالجات الحرارية المنتظمة بما في ذلك البسترة.

الملوثات البيئية الأخرى تجد عناصر المعادن الثقيلة طريقها إلى اللبن من خلال عدة الطرق.

فمثلاً عناصر مثل الكروم والنيكل من الفولاذ المقاوم للصدأ الذي يدخل في معدات الألبان أو القصدير

هذا والذى يدخل من خلال العلب الملحومة التي يعبأ بها اللبن أي يتم الإنتقال من خلال الإتصال المباشر.

في حين أن المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص والزئبق والزرنيخ فيصعب الإتصال المباشر مع اللبن ومنتجاته إلا في الحالات العرضية.

أما الطريق الرئيسي لوصولها إلي اللبن هو من خلال تناول المواد الملوثة العلف والماء بواسطة الحيوانات المنتجة للبن.

ويعد التعرض طويل الأمد، حتى في المستويات المنخفضة للزرنيخ غير العضوي أمرًا خطيرًا مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة والجلد والمثانة.

**المركبات المتكونة أثناء تصنيع المنتجات اللبنية

أثناء معالجة اللبن ومنتجاته وكذلك أثناء التخزين و الانحلال الحراري، وأكسدة الدهون،

وتفاعل ميلارد تحدث تغيرات التي قد ينتج عنها مركبات قد يكون لها تأثير علي السرطان

ولكن لم يتم التأكد من ذلك. فمنتجات الألبان الغنية بالدهون والقشدة معرضة للأكسدة الذاتية للدهون والأكسدة الضوئية

وكذلك وتفاعلات الأكسدة يمكن أن تؤدي إلى تكون الجذور الحرة والمركبات المبلمرة المسببة للسرطان.

كما أن المعالجات الحرارية الشديدة تعمل على تعزيز تأكسد الدهون.

**إضافات الألبان

المواد المضافة مثل النكهات والألوان والمحليات ومضادات الأكسدة والمواد الحافظة

هذا ويمكن أن يكون لها آثار جانبية سامة عندما تتجاوز الجرعة المسموح بها من الاستهلاك يوميًا.

فالمحليات مثل السكرين والأسبارتام يمكن أن تعمل كعوامل مسرطنة (يؤثر على المثانة).

الخلاصة:

في الواقع تشير الأبحاث إلى الآثار الصحية لإستهلاك اللبن ومنتجاته للوقاية من السرطان أكبر بكثير من الأبحاث التي توضح التأثيرات الضارة له.

كما أنه ليس هناك بالتأكيد أي دليل علي أن إستهلاك اللبن يؤدى للوفاة.

والأبحاث التي تتبني فكرة التأثير المحتمل للبن ومنتجاته على بعض أنواع السرطان

وهذا مثل سرطان البروستاتا تعارضها الأدلة المقنعة حول إستهلاك الألبان ومنتجاته منذ آلاف السنين

والتي تظهر تأثيرها المؤكد على الصحة، والحفاظ على الصحة، والبقاء وطول العمر.

كما أن الأبحاث التي تظهرالتأثير الضار المحتمل لاستهلاك اللبن ومنتجاته تعتمد على الجرعة.

فالضرر بالنسبة للأشخاص العاديين لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الاستهلاك المفرط والعشوائي بدلاً من الاستهلاك المعتدل المنتظم.

كما يجب المحافظة علي اللبن ومنتجاته من الملوثات الخارجية لحماية تلك المنتجات من التلوث الخارجي وبالتالي حماية الصحة العامة .

زر الذهاب إلى الأعلى