الفلاح العربي

الزراعة على «المريخ».. هل فعلها البشر حقا؟!

المحتويات

 

جنى سيد

هل يستطيع البشر الزراعة على “المريخ”؟!، سؤال يطرحه الكثير من العلماء خاصة والبشر عامة، فبعد أن وصلنا لافعل للكوكب الأحمر، هلي يستطيع البشر الحياة عليه؟، ومن ثم هل من الممكن أن نزرع محاصيل غذائنا عليه؟، بافعل نحتاج لأجوبة لمثل تلك الاسئلة المهة.

ونشرت دراسة حديثة بدورية (فرونتيرز) حاولت الاجابة على هذا السؤال المعقد، حيث أجرى باحثون من جامعة فاخينينجن، ومعهد الأبحاث النووية في جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا، تجارب عملية لإستبيان إمكانية زراعة نباتات على كوكب المريخ.

حاولت الدراسة التحقق من تأثير أشعة غاما كما تم تسجيلها بواسطة مسبار المريخ (كيريوستي) على نوعين من المحاصيل: حب الرشاد (أحد أنواع الجرجير)، والجاودار (شبيه بالقمح ويستخدم في صناعة الخبز).

ونظرا لأن الإشعاع على المريخ أعلى بكثير منه على الأرض بمقدار (230 ميكروغرام/يوم)، أى حوالي (17 مرة أعلى من الأرض)، فقد تم إجراء التجربة وفقا لاحتياطات السلامة الصارمة.

 ورجح العلماء قبل إجراء التجربة أن نسبة الإشعاع المرتفعة قد تؤثر على نمو المحاصيل في البيوت الزجاجية على سطح المريخ مما قد يجعل استقرار البشر أكثر تعقيدا.

وتم إجراء تجربة محاكاة لمستويات الإشعاع الموجودة على سطح المريخ، حيث تم تعريض النباتات باستمرار لمدة 28 يوما لمجال إشعاع مماثل لمستوى نظيره الموجود على سطح المريخ، ثم تم حصادها بعد ذلك.

وبحسب الدراسة، تم استخدام أشعة جاما فقط، حيث يتكون الإشعاع الكوني على المريخ من أشعة ألفا وبيتا جاما والأشعة فوق البنفسجية، لذلك لا تزال هناك اختلافات، لكن الجرعة كانت تقريبًا مماثلة لتلك التي من المحتمل أن يتعرض لها النبات على المريخ.

 وعلى الرغم من أن نسب الإنبات لم تتأثر بالإشعاع، إلا أن هناك تأثير سلبي كبير ظهر على نمو نوعي المحاصيل، إذ انخفض بشكل ملحوظ نمو الكتلة الحيوية بنسبة 32 بالمئة في نبات “حب الرشاد”، و48 بالمئة لنبات الجاودار خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الإنبات.

ورصد الدراسة التأثيرات السلبية التي تعرضت لها النباتات، حيث استطاع الفريق البحثي التوصل إلى أحد خيارات حماية النباتات من الأشعة الكونية الضارة، وذلك من خلال استخدام ضوء النهار الطبيعي مع إضافة مصابيح LED.

وأكدت الدراسة أنه بعد إجراء التجربة أصبح بمقدورنا توقع تأثيرات سلبية على نمو النبات بسبب الإشعاع على المريخ، يتوجب علينا حماية النباتات، حيث يتمثل أحد الخيارات لدينا في زراعة النباتات تحت الأرض، داخل قبة؛ حيث لا يستطيع معظم الإشعاع اختراقها، ما يمكن الاستفادة منه أيضًا في حماية البشر أيضًا.

كما أن الزراعة تحت الأرض على الكوكب الأحمر تعد بمثابة تحدٍ أكبر من زراعة النباتات في البيوت الزجاجية على السطح، ولكنه أيضًا يجعل الحياة أسهل حيث يمكننا زراعة النباتات في ظل ظروف خاضعة للسيطرة الكاملة، باستخدام ضوء LED.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

المحتويات

Index